علم البراكين
|
تمتد الحقول البركانية لحقب الحياة الحديثة، والمعروفة بإسم الحرات، من اليمن جنوباً إلى الشام شمالاً عبر المناطق الغربية لشبه الجزيرة العربية. و تمثل هذه الحقول مظهراً سطحياً لتكوين صهارة أخدودية في أعماق الأرض، و التي بدأت منذ العصر الأوليجوسيني المبكر، قبل حوالي 30 مليون سنة. و ترتبط نشأة هذه الحقول بتكوين منظومة أخاديد البحر الأحمر، وخليج عدن، و أخدود شرق إفريقيا حول نقطة الوشاح الساخنة بعفار، و ما أعقب ذلك من إنفصال الجزيرة العربية عن أفريقيا.
|
وتضم الحرات الفيوض البازلتية القارية التابعة لعصر الأوليجوسيني المبكر باليمن، والحقول البركانية البازلتية لحرة السرات،و حرة البرك، و حرة البقوم، و حرة نواصف، و حرة حضن،و حرة كشب، و حرة رهاط، و حرة خيبر، و حرة أثنين، و حرة الشاقة، و حرة عويرض، و حرة الحارة (الشام) في المملكة العربية السعودية؛ علماً بأن حرة الحارة تمتد شمالاً عبر الأردن إلى جنوب سوريا.
إن مشروع المخاطر البركانية بالمملكة العربية السعودية، و الذي يشار إليه إختصاراً بإسم فوريسا، معني في المقام الأول بدراسة الجزء الشمالي من حرة رهاط، و المعروف بحرة المدينة، و الذي كان مسرحاً لأحدث نشاط بركاني موثق تاريخياً بالجزيرة العربية. ففي يونيو (حزيران) من عام 1256 ميلادية (و الموافق جمادى الآخرة لعام 654 هجري)، أعقب مجموعة من الهزات الأرضية إستمرت لعدة أيام، إندلاع لنشاط بركاني إستمر لمدة 52 يوماً، و أثمر عن تكوين ستة مخاريط بركانية، و حمم بركانية إمتدت شمالاً لمسافة 23 كيلومتراً لتقف على بعد ثمانية كيلومترات من المدينة المنورة
|
 |
و تتكون حرةالمدينة، الواقعة بين خطي عرض 24° 10' و 24° 27' شمالاً، وخطي طول 39° 33 'و 40° 03 ' شرقاً، من براكين بازلتية أحادية المنشأ، سترومبولية النوع، بالإضافة إلى تدفقات من الحمم البركانية، و التي تنتمي في مجملها الى العصر الرباعي و تغطي الفترة الزمنية الممتدة من حوالي 1.7 مليون عام مضى و حتى العام 1256 ميلادي (654 هجري). و أدى تدفق الصهارة عبر الشقوق إلى تغطية مساحات شاسعة من صخور حقبة ماقبل الكامبري من الدرع العربي بتكوينات مختلفة من الحقول البركانية. و يتراوح البازلت في تركيبه ما بين بازلت أوليفيني إنتقالي و بازلت أوليفيني قلوي إلى الهاوايت. بينما تضمن الصخور الأكثر تطوراً من الناحية الكيميائية الموجيرايت، و البنمورايت، والتراكيت، و التي بدورها قد تمثل التركيب الرئيسي لبعض القباب البركانية ومخاريط الطف، بالإضافة لبعض من تدفقات الحمم البركانية
|
 |
و لقد أسفرت المرحلة الأولى من الرحلات الحقلية لمنطقة الدراسةعن إنتقاء ستة مواقع لإجراء دراسات تفصيلية عليها؛ و تضم هذه المواقع كل من بركان الملساء، و بركان زرقة أبو زيد، و بركان مصودعة، و بركان عام 1256م التاريخي، و البركان الجنوبي، بالإضافة الى اللابات المنبثقة من الشقوق. و إشتملت المهام الرئيسية لتلك المرحلة على رسم خرائط تفصيلية و تجميع عينات صخرية ممثلة لمراكز النشاط البركاني و ما صاحبها من تدفقات بركانية. كما إستهدفت هذه المرحلة وضع تصور أفضل لإنماط النشاط البركاني السائدة بين أحدث براكين الحرة
و من أمثلة الدراسات الجاري القيام بها في الوقت الراهن، تحديد أعمار تدفقات الحمم البازلتية الحديثةو ذلك بقياس نظائر الهليوم و النيون المتراكمة في معادن الأوليفين والبيروكسين و الناشئة عن تعرض أسطح التدفقات البازلتية منذ إنبثاقها على سطح الأرض للأشعة الكونية. و تستخدم هذه التقنية لتحديد أعمار الصخور البازلتية الحديثة عوضاً عن إستخدام تقنيات تقليدية أكثر صعوبة، مثل البوتاسيوم – آرجون، و أرجون 40 – آرجون 39. و لقد تم فصل بلورات الأوليفين و البيروكسين في معامل جامعة الملك عبد العزيز بجدة، و من ثم إرسالها إلى معامل مركز الأبحاث الألماني للعلوم الجيولوجية في بوتسدام
|
 |
|
|
آخر تحديث
5/26/2013 1:34:12 PM
|
|
|